كتب : حاتم نظمى
بدأ ماراثون الثانوية العامة مثل كل عام ولا يخفى على احد ما تمثله هذه المرحلة الهامة والفارقة بحياة كل طالب بالثانوية العامة بل وفى كل اسرة على مستوى مصر.
ولكن كان الملفت للنظر بشدة فى امتحانات هذا العام ليس الاسئلة الصعبة او سوء التنظيم او ماشابه ذلك من مشكلات ادارية وتنظيمية كنا نلاحظها على مدار الاعوام الماضية.
والجديد هذا العام هو تسريب الامتحانات سواء قبل بدء الامتحانات كما حدث فى مادة اللغة العربية والتربية الدينية او بعد بدء الامتحانات بدقائق معدودة كما حدث بكثير من المواد .
وقد تكرر الامرر كثيرا وفشلت وزارة التربية والتعليم فى مواجهة ظاهرة التسريب او القضاء عليها وان كان تم القبض على مؤسس صفحة شاومينج وبعض الصفحات المشابهة.وبعد ذلك اخبرتنا وزارة التربية والتعليم ان تسريب اسئلة الامتحانات يتم من المطبعة السرية .
وما يحيرنى كيف تكون مطبعة سرية والمفروض اتخاذ اجراءات الحيطة والحذر واختيار اشخاص ثقة للتواجد فيها وكيف يتم التسريب!!
لا شك ان ذلك موضوع جد خطير لان ذلك سوف يهدم كل القيم والمبادىء ويهدر تكافؤ الفرص بين الطلاب ويضيع حق الطالب المجتهد المثابر الذى لم يحصل على الامتحانات لياخذ حقه طالب آخر مهمل ضعيف ولياخذ مكانه بكلية من كليات القمة.
فهل يليق بنا كمجتمع يرغب ان يكون فى مصاف الدول المتقدمة وان نلحق بركب التقدم والحضارة ان يكون لدينا انهيار فى القيم وتدنى بالاخلاق الى هذا الحد وان ينهار التعليم والتعلم الى مثل ذلك المستوى.وماهو الحال عندما نجد طبيب غشاش او مهندس لايستحق دخول كلية الهندسة او صيدلى ضعيف علميا يقوم بتركيب دواء او تحديد جرعاته.
ولا شك ان ذلك سوف يؤدى الى اضرار جسيمة على المدى القريب والبعيد وان ذلك سوف يؤدى الى وجود كبارى وانفاق وعمارات سوف تنهار بسرعة لان من صممها واشرف عليها مهندس غشاش لايستحق واننا سوف نجد ضحايا اخطاء طبية قاتلة لوجود اطباء غير اكفاء ولا يستحقون مؤهلاتهم وسنجد امراض كثيرة تستشرى لتوصيف ادوية خاطئة.ان الموضوع كبير وخطير ويحتاج الى وقفة حازمة .
لابد من محاسبة من تسبب فى ذلك وعقابه بالسجن المشدد بل واطالب باعتبار تلك الجريمة من الجرائم المضرة بامن الدولة من جهة الداخل لتصل عقوبتها الى الاعدام طبقا لنصوص قانون العقوبات.
هل هناك جريمة اشد بشاعة من تلك الجريمة التى تؤدى للغش وللتزوير ولاهدار الاجتهاد والمثابرة ….ومن ناحية اخرى ظهرت بعض الاصوات تنادى بالغاء التنسيق بالثانوية العامة وان يكون دخول الكليات باختبارات قدرات وانا من المعارضين بشدة لهذا الراى لان ذلك سوف يؤدى الى انتشار الوساطة والمحسوبية فى امتحانات القدرات وسوف يكون معروف مسبقا من يدخل ومن لا يدخل
كما يحدث فى اماكن كثيرة بها اختبارات للقدرات او غيره ان موضوع التنسيق بالثانوية العامة وان يدخل كليات القمة الحاصلين على اعلى الدرجات فى الثانوية العامة فى امتحان موحد على مستوى الجمهورية هو افضل نظام وهو يحقق العدالة الاجتماعية الكاملة وتكافؤ الفرص بين الجميع.
ان الثانوية العامة ونظامها والتنسيق هو من الانظمة القديمة العادلة وهو المتنفس للفقراء والبسطاء المجتهدين والنابغين من هذا الشعب ليحقق بعض آماله وطموحاته فى الالتحاق باحد كليات القمة ليغير من مصير اسرة وعائلة كاملة.
ولايخفى على احد ان اكبر اساتذة الجامعات بمصر وخارجها بمختلف انحاء العالم واكبر الاطباء والمهندسين والقانونيين والعلماء والقضاة والاعلاميين وكل فئات المجتمع الناجحة تم تخرجهم فى هذا النظام الراسخ والعادل منذ سنوات طويلة ومنذ انشاء جامعة القاهرة الام العريقة اوائل القرن الماضى.
وحيث ان من اهم اهداف ثورتى 25يناير و30 يونية المجيدتين تحقيق العدالة الاجتماعية والعدالة لاتقوم الا بتكافؤ الفرص والمساواة بين المواطنيين وبراى الخاص ان نظام التنسيق ودخول الطالب الاعلى درجات هو العادل والصحيح لذلك اطلب من اصحاب هذه الآراء المغالية والتى تطلب الغاء التنسيق البحث عن حلول واقعية وعملية للمشكلة ثم ماهى العلاقة بين تسريب الامتحانات والغاء التنسيق؟!
يا سادة هناك حلول كثيرة باحكام الرقابة والسيطرة على مطابع الامتحانات واحكام الرقابة على لجان الامتحانات والبحث عن بعض اللجان الخاصة التى يتم اختيار بعض ابناء المسئولين واصحاب السلطة فيها
كما حدث فى احدى اللجان الخاصة باسيوط وكما تداولته وسائل الاعلام جميعا ..واطلب من السادة المصححين اذا وجدوا اجابات نموذجية لعدد كبير من الطلاب فى لجنة واحدة فتلك قرينة على حدوث غش جماعى
ويجب تحرير مذكرة بالواقعة والتعامل معها على انها غش منظم وجماعى لانه لايعقل ان تكون اجابات كل الطلاب باللجنة نموذجية وصحيحة تماما .
واخيرا هى كلمة لاصحاب القرار والقائمين على العملية التعليمية بمصر ابحثوا اسباب المشكلة وطرق الحل والعلاج ولكن بعيدا عن الغاء التنسيق او بمعنى ادق الغاء او قتل الامل لدى الشباب المجتهد المثابر الفقير البسيط الذى لايملك واسطة او معرفة للنجاح فى امتحان قدرات او خلافه وينتظر الثانوية العامة ليحقق امله فى تحقيق حلم طال انتظاره وليكون من اصحاب المراكز والمهن المرموقة بالمجتمع